(رسالة....من سجون عباس (دايتون

أشكو إليك يا إلهي ما ألاقي من كرب
أشكو إليك ظلمهم ذوي الجوار والنسب
نعم أنا الأسير في أرضي أنا يا للعجب
سجّانيَ المغصوب يحمي أمن من قد اغتصب
أبيت حولي إخوةٌ من العذاب في نصب
وخلف كلّ واحدٍ ذئبٌ عليه قد وثب
يغتاله في ظهره أظفاره فيه نشب
ومن سياط حقده لهيب ناره سكب
وكم وكم تطاولاً أزرى بديننا وسب
ورفضنا الخضوع ذلّاً للعدا هو السبب
والحال ذا يا أسفي على البقيّة انسحب
فما يَمِيْزُ يا ترى عبّاس عن أبي لهب
وقد تعالى صوته ضدّ الجهاد إذ شجب
وإذ بقبضة الحديد صدر شعبه ضرب
وحوله عصابةٌ بنوا قصوراً من قصب
باعوا العباد والبلاد بالكراسي والذهب
والقدس والخليل و الجليل باعوا والنقب
وغرّروا الشعوب بالأحلام تزهو والخطب
ولم ننل من كلّ ما مضى سوى وعدٍ كذب
يا خزيهم رضى العدوّ عندهم أقصى الأرب
يا خزيهم إن جاء ذكره يهزّهم طرب
كم أنشؤوا لأجله فيالقاً ضدّ الشغب
كم حاولوا ليطفئوا في الناس شعلة الغضب
فيما اليهود يسرحون دون قيدٍ أو تعب
بالأمس كانوا قتّلوا شيخاً، فتىً، أمّاً وأب
واقتلعوا الزيتون أتلفوا بساتين العنب
وجرّفوا البيوت و القرى ودنّسوا القبب
وشعبهم لكلّ ما ورثت عن جدي نهب
وبعد هذا كلّه أزجّ في السجن، أكب
فأين أمّة الجهاد أين نخوة العرب
وأين من تقاعسوا عن نصرنا وقد وجب
يا ليتهم قد خجلوا من نومهم إذا استتب
أو أنّهم إذ سكتوا سلّوا سيوفاً من خشب
يا ناس إنّ الظلم يأ باه لنا دينٌ ورب
لكن عزانا أنّنا شعبٌ تأبّى واشرأب
شعبٌ يروم عتقه وقد ألحّ في الطلب
مستضعفون مؤمنون بيد أنّا في دأب
مجاهدون نصرنا آتٍ، كذا ربّي كتب
فليطغ كلّ من أراد أن يخون أو أحب
يوم الحساب لا مناص لا سبيل للهرب
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الجمعة 12/02/2010 ابو المنصور

» رسالة حب مترجمه..